أصبحت ألعاب العالم المفتوح و احدة من سمات و مميزات صناعة ألعاب الفيديو في الوقت الحالي. فكلما قام المطور بزيادة حجم العالم الافتراضي للعنوان و جعله أكثر حرية، زاد إقبال اللاعبين على شراء اللعبة. في الحقيقة إن أهم فئة الأن بين فئات الألعاب هي فئة ألعاب العالم المفتوح. في هذا التقرير سنعرض عليكم أفضل 40 لعبة عالم مفتوح صدرت في التاريخ.
20) Burnout: Paradise
أولى الألعاب التي سنبدأ في الحديث عنها في الجزء الثالث من المقال ستكون إحدى أجزاء سلسلة ألعاب سباقات السيارات الشهيرة Burnout و هي Burnout Paradise و التي ستكون أخر لعبة سباقات سيارات تظهر في قائمتنا. اللعبة جاءت إلينا من تطوير استديو Criterion Games الذي أضاف للعبة لمسات فنية رائعة تم استخدامها في ألعاب سباقات عديدة بعدها و تم نشر اللعبة عن طريق شركة EA. اللعبة صدرت أولا لمنصات Xbox360 و PS3 في 22 يناير 2008 ثم صدرت لاحقا للحاسب الشخصي في 5 فبراير عام 2009 تحت اسم Burnout Paradise: The Ultimate Box. اللعبة احتلت المركز العشرون في القائمة بتقييم 88/100.
إذا أردنا أن نبدأ حديثنا عن اللعبة بتناول قصتها فيمكن إهمال هذا الجزء تماما لأنه غير موجود بالمرة، مهمتك في اللعبة هي التسابق بالسيارات و الفوز بالسباقات المختلفة الموجودة في مدينة Paradise التي تقع فيها أحداث اللعبة. لذلك دعونا نتحدث مباشرة عن مميزات اللعبة، و هي مميزات عديدة في الواقع. نبدأ مع مدينة Paradise التي تقدم لك عالم مفتوح يقدم لك كل سبل الحرية في الحركة التي تتمناها إذ ينبغي عليك القيادة دائما و التوجه بنفسك إلى أماكن بداية السباقات، كذلك المدينة تميزت باختلاف البيئات الإفتراضية المتواجدة، حيث نجد منطقة وسط المدينة و التي تتمتع بمبانيها العالية ذات التصميمات العصرية و طرقاتها الواسعة و التي يغلب عليها الإزدحام مع وجود الكباري و الأنفاق، و هناك أحياء تتمتع بمباني صغيرة و كذلك تكون طرقاتها أصغر، تتواجد أيضا مجموعة رائعة من الجبال لها طرقاتها التي تكون ضيقة نوعا ما و متعددة الانحناءات، كذلك هناك طرق ريفية و طرق سريعة عديدة، تحيط بالمدينة مياه البحر و شواطئها مع وجود ميناء مما يوفر لك نوع أخر من الطرق، تلك البيئات الافتراضية المختلفة تم استغلالها بطريقة مثالية في تنوع و اختلاف السباقات و الطرق الخاصة بها في اللعبة. كان هناك تنوع كبير في أنواع السباقات التي ستخوضها في اللعبة، أولهم هو سباق عادي من نقطة A إلى نقطة B،النوع الثاني هو سباق التصادم و هنا لا يشترط أن تسبق باقي المتسابقين بل ينبغي عليك تحطيمهم حيث يكون مطلوب منك تحطيم عدد معين من السيارات التي تتسابق معك و كل مرة يتم زيادة هذا العدد، النوع الثالث هو الجرأة و يكون مطلوب منك أن تقوم بعمل بعض الحركات الجريئة مثل أن تقوم بعمل Drift ثم الانقلاب بسيارتك لتجمع النقاط المطلوب منك تحقيقها، النوع الرابع هو سباق عنيف تنطلق وحيدا من نقطة A كي تصل إلى نقطة B و لكن تظهر مجموعة من السيارات كل هدفها هو تحطيمك قبل أن تصل للنقطة المطلوبة، النوع الخامس هو سباق ضد السرعة مطلوب منك الوصول لنقطة معينة قبل انتهاء الوقت المحدد و لكن هذا النوع يطلب منك كل مرة أن تقوم بانهائه بسيارة معينة و تكون مكافأتك في حالة الفوز هي سيارة مماثلة للتي كنت تقودها و لكن مع تعديلات قوية، النوع الأخير هو الاستعراض و هذا يمكنك القيام به في أي وقت و كل ما عليك هو أن تذهب إلى منطقة مزدحمة مروريا و اترك أكبر عدد ممكن من السيارات الأخرى تصدمك لكي تحصل على نقاط عديدة. أسلوب القيادة في اللعبة هو أسلوب Arcade بسيط و سلس و لا يحمل أي تعقيدات و لكن ينبغي عليك الانتباه دائما ممن يحاول تحطيمك فتتأخر بذلك عن الفوز بالسباقات. الرسوم في اللعبة جاءت جيدة جدا و تصميم السيارات و البيئات الافتراضية متميز و الأهم هو تصميم أثار الحوادث على السيارات كان مدهشا.
بالنسبة لعيوب اللعبة هي ليست بالعيوب بل هي مجرد وجهة نظر لتعديل بعض الأشياء التي كانت ستجعل اللعبة رائعة بمعنى الكلمة. العيب الأول هي السيارات كانت ستكون أفضل لو كانت سيارات حقيقة و ليست سيارات من وحي الخيال على الرغم من امتلاكها تصميمات سيارت موجودة في الواقع و مشابهة لها للغاية. أما الثاني فهو أن طرقات المدينة كلها تكون مفتوحة حتى أثناء السباقات و لا يتم تخصيص مضمار لا تخرج عنه مثل باقي ألعاب سباقات السيارات أو رسم للطريق المخصص للسباق على الخريطة الموجودة و سيتعين عليك أن تراقب المصابيح الخلفية و التي ستضئ في الاتجاه الذي يجب أن تسلكه، في الحقيقة لقد أحببت هذا الأمر جدا فهو يعطي تحدي أخر و صعوبة نحب أن نراها و لكن عندما تصطدم سياراتك و خصوصا من الخلف تتحطم المصابيح الخلفية حينها لن تعرف الاتجاه الذي يجب أن تسلكه و يصبح الأمر محيرا و صعبا و خاصة أن المدينة تمتلك طرقات كثيرة و متعددة جدا و تمتلك تشعبات كثيرة فكنت أتمنى لو كان هناك شئ أخر ينبهك للطريق الذي يجب عليك أن تسلكه. أيضا عندما تخسر سباق لا يمكنك إعادته مباشرة بل يجب أن تذهب بنفسك مرة أخرى لمكان انطلاق السباق و هو أمر لم أعترض عليه لأنه مماثل لأسلوب أغلب ألعاب العالم المفتوح و لكن العديد من اللاعبين لم يحبوا ذلك الأمر.
19) Assassin’s Creed IV: Black Flag
تستمر أجزاء سلسلة ألعاب Assassin’s Creed في الظهور تباعا في قائمتنا لأفضل ألعاب العالم المفتوح و هذه المرة مع الجزء الرابع و الذي يحمل عنوان Black Flag ليحتل المركز التاسع عشر بمعدل تقييمات 88/100. اللعبة كالعادة جاءت من تطوير استديو Ubisoft Montreal و من نشر شركة Ubisoft. صدرت اللعبة لمنصات الجيل السابق من الأجهزة المنزلية Xbox 360 و PS3 و Wii U في 29 أكتوبر 2013 ثم صدرت لمنصة PS4 في 12 نوفمبر 2013 و أخيرا صدرت لكلا من Xbox One و الحاسب الشخصي في 19 نوفمبر 2013.
قصة اللعبة مغايرة لما تعودنا عليه في الأجزاء السابقة، حيث كان بطل اللعبة هو “ديزموند مايلز” الذي قامت منظمة “أبيسترجو” باجباره على استخدام جهاز أنيموس للتعرف على ذكريات أجداده و لكنه تمكن من الهروب منهم و العمل مع منظمة Assassins. في هذا الجزء هناك بطل جديد للعبة و لكنه صامت دائما و يتبع أسلوب ألعاب منظور الشخص الأول، هذا الشخص يعمل تبع منظمة “أبيسترجو” التابعة للمنظمة السرية “فرسان المعبد” و لكن تلك المرة قامت “أبيسترجو” باتباع أسلوب مختلف لاخفاء حقيقتها و قامت بافتتاح شركة تدعى Abestergo Entertainment تقوم باستخدام جهاز الأنيموس على المتقدمين لها و تقوم باختيارهم بناءا على نتائج أدائهم مع الجهاز و لكن في الحقيقة تقوم الشركة بذلك بتجميع أكبر قدر ممكن من الذكريات للعثور على اي معلومة ترجح كفتها في المعركة بينهم و بين Assassins. سيكون بطل اللعبة من نفس سلالة “ديزمزند” و سينتمي للقسم 17 للبحث عن ذكريات “ديزموند” و ذكريات أحد أجداده و يدعى “إدوارد كينزاي” و هو والد “هيثام كينواي” و “كونور كينواي” أبطال الجزء الثالث من السلسلة. تدور قصة اللعبة في حقبة زمنية مختلفة تماما عن ما رأيناه في الأجزاء السابقة و بالتحديد ستكون حقبة العصر الذهبي لقراصنة الكاريبي حيث كان القراصنة يسيطرون على منطقة بحر الكاريبي و جزر الهند الغربية و مثلوا خطرا قويا وقتها. تبدأ أحداث اللعبة مع بطلنا الجديد الذي نسعى لمعرفة ذكرياته و هو “إدوارد كينواي” و هو قرصان ليس له أي علاقة أو اهتمام بمبادئ اللعبة الرئيسية أو مبادئ أبطال الأجزاء السابقة من السلسلة حيث الشرف و التحرر من الظلم و الانتقام من الخونة، بل ان كل ما يشغل بال “إدوارد” هو تحقيق مجد شخصي و البحث المستمر عن الثروة و الكنوز بأي طريقة ممكنة ليتمكن من استعادة زوجته و حياته السابقة و ترك حياة القرصنة، الأمر الذي سيجعله دون أن يدرك ينضم لمنظمة Assassins فقط لأنه عرف بالصدفة أن هناك كنز ضخم يبحث عنه كلا من فرسان المعبد و Assassins، و لكن ستكون هناك مفاجئات عديدة ستواجه “إدوارد” في طريقه.
جاءت اللعبة لتوضح لنا الخبرة الكبيرة التي اكتسبها استديو التطوير مع السلسلة و مدى استفادة فريق العمل من الأخطاء السابقة و تجنبها في هذا الجزء، و حملت العديد من المميزات التي جعلتها تتفوق على العديد من الأجزاء التي سبقتها و كانت واحدة من تلك المميزات هي البداية السريعة في أحداث اللعبة بدلا من الدخول في مقدمة طويلة تصيب بالملل مثلما حدث في Assassin’s Creed III و هو الأمر الذي سيشعل حماسك من الوهلة الأولى. بالطبع أهم المميزات التي نريد التعرف عليها هي العالم المفتوح الخاص باللعبة و الذي تمثل في جزر الهند الغربية مثل جزر “هافانا” و “كينجستون” و غيرها من الجزر العديدة و التي تقع في البحر الكاريبي لتمنحنا اللعبة عالم افتراضي كبير و ضخم جدا هو الأكبر في السلسلة ككل. أحد المميزات المهمة أيضا باللعبة أو ما يمكن وصفها بالأيقونة الخاصة بهذا الجزء هي حياة القراصنة البحرية حيث أن بطل القصة نفسه “إدوارد كينواي” قرصان لا يهمه سوى البحث عن الثروة كغيره من القراصنة و كان يمتلك سفينة خاصة به في بداية اللعبة و لكن يتم تدميرها و لكن مع مرور الأحداث قليلا سيتمكن من الاستيلاء على سفينة أخرى يطلق عليها اسم Jackdaw تصبح هي وسيلة التنقل الرئيسية في اللعبة حيث يمكن للاعبين الابحار في البحر الكاريبي و التقل بين جزره و اكتشاف جميع الأسرار و الخبايا في هذا العالم بواسطة Jackdaw، و بالطبع بما أننا نتحدث عن القراصنة فهذا سيؤدي بنا إلى المعارك البحرية القوية جدا و التي كانت أكثر ما استمتع به اللاعبين حيث يمكنك الاستيلاء على أي سفينة تقابلك في أي جزء من أجزاء البحر الكاريبي، كما أن هناك قلاع حربية تحمي جزر معينة يمكنك الهجوم و القضاء عليها لتصبح تابعة لك، و كلا من تلك الأمور تختلف درجات الصعوبة الخاصة بها لذلك سيتعين عليك دائما تطوير و تحديث الأسلحة الخاصة بسفينة Jackdaw باستمرار كي تتمكن من مجاراة مستويات الصعوبة العالية. المهمات الرئيسية في اللعبة جاءت قوية و متنوعة و كان السبب في ذلك هو وجود مهمات يجب تنفيذها على البر في الجزر العديدة المتواجدة في عالم اللعبة بالاضافة لمهمات يجب تنفيذها في البحر باستخدام سفينة Jackdaw الأمر الذي كان كفيلا بعدم الشعور بالملل. بالنسبة للمهمات الجانبية فكانت هي صاحبة الحظ الأوفر في كم التنوع الهائل الخاص بها، فهناك مهمات يتحتم عليك القيام بالبحث عن كنز عالي القيمة مخبأ في مكان معين حيث تعثر على خريطة توضح لك خط الطول و العرض الذي تقع فيه منطقة الكنز و عليك الذهاب لتلك المنطقة للبحث عنه، و هناك كنوز أخرى مخبأة في أماكن متفرقة في قاع البحر سيتحتم عليك استخدام وسيلة معينة للغوص في قاع البحر لايجادها و في الحقيقة تلك المهمات كانت ممتعة جدا و مثلت إضافة قوية جدا في اللعبة، أيضا تواجد الصيد البري مثلما تواجد في الجزء السابق من السلسلة و لكن تمت إضافة الصيد البحري عليه حيث يمكنك في بقاع معينة اصطياد أنواع مختلفة من أسماك القرش و أنواع مختلفة من الحيتان و مثلت أيضا إضافة ممتعة في اللعبة، كل ذلك بالاضافة للعديد من الأسرار المخباة في عالم اللعبة مما يطيل من عمر اللعبة و يزيد من عدد ساعات لعبك لها. الأسلحة المستخدمة في اللعبة كانت كثيرة تمثلت في النصل المخبأ أسفل الرداء و بالطبع هو السلاح الرئيسي في السلسلة كلها، بالاضافة للسيوف و يمكنك استخدام سيفين في القتال، أيضا هناك الفؤوس و الأسلحة النارية و أهمها هي قدرتك على استخدام أربعة مسدسات في وقت واحد، هناك أيضا سلاح جديد هو قاذف للسهام له نوعين من السهام الأول يفقد الأعداء وعيهم و يصيبهم بالاغماء و الأخر يصيبهم بالجنون و يجعلهم يقومون بمهاجمة كل من يقترب منهم حتى لو كانوا من زملائهم، هذا التنوع في الأسلحة وفر أسلوب قتال جميل و متنوع لا يجعلك تصاب بالملل منه. من المور الجميلة في اللعبة مثل جميع الأجزاء السابقة في السلسلة هي رؤية شخصيات تاريخية حقيقية حيث أنك ستكون صديق لأشهر قرصان في التاريخ و هو “بلاك بيرد” بالاضافة لأشهر قرصانة في تاريخ البحر الكاريبي “أن بوني” و ستقوم بعمل مهمات من أجلهم و مهمات أخرى بمساعدتهم بالاضافة لعدة شخصيات تاريخية أخرى. الرسوم في اللعبة جاءت قوية جدا و ممتعة خاصة أنها كان أول جزء من السلسلة يصدر على الجيل الجديد من منصات الألعاب Xbox One و PS4 و هناك اهتمام قوي جدا في تصميم الشخصيات الرئيسية و الثانوية و أيضا البيئات الافتراضية التي جاءت رائعة و كانت من اللحظات الممتعة جدا هي قيادة سفينة Jackdaw في وضع الترحال السريع لكي تتمتع بمنظر جمالي خلاب حيث تستمتع برؤية القمر أثناء الليل أو ضوء الشمس أثناء أوقات النهار المختلفة بالاضافة للاستماع إلى صوت الرياح و ارتطام سفينة Jackdaw بأمواج البحر و الذي كان دليل واضحا على الاهتمام بالمؤثرات الصوتية و التي لم تقل أبدا في قوتها عن المؤثرات البصرية.
جميع المميزات السابقة جعلت اللعبة و احدة من أفضل أجزاء السلسلة و أكثرها متعة و إثارة، و لكن كان هناك عيب خطير جدا و هو أن قصة اللعبة لم تكن قوية على الإطلاق و لا يمكن مقارتنها باي حال من الأحوال بالقصة الخاصة بكل جزء من الأجزاء السابقة، حتى أن هناك الكثير من اللاعبين يتفقون في الرأي و هو أن اللعبة لا علاقه لها بالقصة الرئيسية للسلسلة و أنها محاولة من الشركة لتحقيق أرباح مستغلين حب اللاعبين للسلسلة و أنه ينبغي على الشركة أخذ وقت أطول في تطوير الأجزاء التي أصبحت تصدر كل عام. هناك عيب أخر خاص بأسلوب اللعب في المهمات الرئيسية في اللعبة و هي المهمات التي يجب عليك أن تقوم بتتبع شخصية يجب عليك اغتيالها مسافة كبيرة و الاستماع إلى حديثه مع شخصية أخرى و أحيانا يكون هذا الحديث دون جدوى، هذا الأمر تكرر في جميع أجزاء السلسلة و أصبح مملا جدا و نرجوا أن يتم تغييره أو الاستغناء عنه في الأجزاء القادمة من السلسلة.
18) Mafia
في المركز الثامن عشر تظهر في قائمتنا و لأول مرة لعبة قديمة ، ليست قديمة جدا و لكن يكفي أن نقول أنها لم تصدر حتى للجيل السابق من منصات الألعاب Xbox 360 و PS3 و Wii، و لن تكون المرة الأخيرة حيث هناك ألعاب قديمة أخرى قادمة في الطريق، اللعبة التي نتحدث عنها هي Mafia في أول جزء للسلسة و الذي جاء من تطوير الاستديو التشيكي الجنسية Illusion Softworks و الذي أصبح فيما بعد يحمل اسم 2K Czech الذي يعرفه جيدا محبي و متابعي ألعاب الفيديو، و تم نشر اللعبة من قبل شركة Gathering Developers. صدرت اللعبة على الحاسب الشخصي في 28 أغسطس 2002 ثم صدرت نسخة أخرى لاحقا لمنصة PS2 في 28 يناير 2004 و بعدها بأشهر قليلة صدرت نسخة لمنصة Xbox و تحديدا في 13 مارس من نفس العام. اللعبة احتلت المركز الثامن عشر بمعدل تقييمات 88/100.
دعونا نتخيل كأننا عدنا للوراء اثني عشر عاما و تحديدا عام 2002 الذي صدرت فيه اللعبة لأول مرة لتأخذنا في أجواء مغايرة تماما لما تعودنا عليه في ذلك الوقت حيث تأخذنا لعام 1930 في مدينة Lost Heaven و هي مدينة مشابهة لمدن نيويورك و فيلادلفيا و شيكاغو في تلك الحقبة الزمنية. تدور أحداث اللعبة حول سائق تاكسي يدعى “توماس أنجيلو” و سيعرف بعد ذلك باسم “تومي” يسعى من أجل لقمة العيش، و لكن في أحد الليالي بينما كان مسترخيا خلف مقود سيارته ليستريح قليلا و يريح السيارة أيضا و يقوم بتدخين سيجارة يجد رجلين مسلحين يهددونه بأن يصطحبهم في الحال إلى مقر العصابة الخاصة بهم هربا من عصابة أخرى تقوم بمطاردتهم، و بعد مطاردة شرسة يتمكن “تومي” من الهروب بالرجلين من العصابة الأخرى و يقوم بإيصالهم لمقر عصابتهم الخاصة بعدها يقوم أحدهم بإعطائه ظرف ملئ بالمال و مكتوب به ملاحظة أنهم يشكرونه و لا ينسون أبدا من يقوم بسماعدتهم و إن احتاج للمساعدة في أي وقت فلا يتردد بالاتصال بهم. في يوم أخر بينما يقوم “تومي” باحتساء القهوة يهاجمه رجلين يحملان مضارب و يقومون بضربه و تحطيم زجاج سيارته و يحاول “تومي” الهروب منهم و يتمكن من ذلك و يلجأ إلى مقر العصابة التي قام بتوصيل الرجلين لها و تمر الأحداث لينخرط بعد ذلك معهم في أعمال المافيا و يكون أحد رجال عائلة “ساليري” الإجرامية و التي يتزعمها “دون إينيو ساليري”.
دعونا نتحدث الأن عن مميزات اللعبة و لا تنسوا أننا الأن في عام 2002 كما اتفقنا و لم نقم بتجربة أي من الألعاب التي صدرت في وقتنا هذا. اللعبة تتمتع بعالم مفتوح كبير و غني بالتفاصيل و يتميز بتصميم جيد جدا للعالم الافتراضي الخاص به و الذي قام بنقل صورة حية للحياة الحقيقة في الفترة ما بين 1930 حتى 1940، فنجد المدينة الرئيسية و شوراعها و طرقاتها الكبيرة و لكن في نفس الوقت لا يوجد تكدس مروري و هذا واقعي حيث أنه لم يوجد أعداد كبيرة من السيارات، و هناك الضواحي التي تحيط بالمدينة و التي تتمتع بالهدوء كون أنها مناطق سكنية، و هناك الطرق الريفية التي تربط المدينة بمدن و قرى أخرى مجاورة، و كلها امور وفرت لنا تجربة لعب تمتعت بالحرية في الحركة و التجول. قصة اللعبة نفسها من المميزات القوية جدا لها حيث أنها تقدم لنا حيات عصابات المافيا و عائلاتها الكبيرة و التي يكون الولاء فيها أهم صفة لاعضائها و على الخائن أن يتحمل عواقب أفعاله. استطاع استديو التطوير الاستفادة من تجربة شركة Rockstar مع سلسلة ألعاب Grand Theft Auto -و التي كان أحدث جزء صدر لها هو Grand Theft Auto III و التي صدرت قبل اللعبة بعام واحد فقط أي في عام 2001- في بناء أسلوب اللعب الخاص بلعبة Mafia و الذي اعتمد على أخذ الأوامر لتنفيذ المهمات المطلوبة منك من أعضاء العصابة و على رأسهم “دون ساليري” ثم التوجه لتنفيذ المهمة و استخدام السيارات كويلة انتقال أساسية في اللعبة، بالاضافة لمطاردات السيارات التي تعودنا عليها أيضا في سلسلة Grand theft Auto و استخدام الأسلحة النارية في تنفيذ المهمات، و ينبغي أن نتحدث عن الأسلحة المستخدمة في اللعبة حيث أنها كانت مميزة و تحمل تصاميم واقعية للفترة الزمنية التي تجري فيها أحداث اللعبة. من الأمور التي كانت جديدة علينا و مثلت أيقونة خاصة باللعبة هي احترام قواعد المرور، حيث أن في المدينة لا ينبغي أن تتخطى سرعة السيارة 40 ميل في الساعة، أما في الطرقات السريعة تصبح أعلى و تصل إلى 60 ميل في الساعة، و إذا تم إيقافك و انت متخطي لحدود السرعة سيتعين عليك دفع قيمة مخالفة لشرطي المرور الذي سيقوم بايقافك أو من الممكن أن تدفع له رشوة بسيطة لكي يتغاضى عن احتساب المخالفة، قد يرى البعض أن هذا يقوم بتقييد حريته و لكن في الحقيقة أنا أرى أن هذا واقعي جدا و مثل إضافة قوية جدا لم نراها في أي لعبة من قبل. أيضا من الاضافات الجديدة هو انه إذا أردت سرقة سيارة ستقوم بكسر الزجاج الجانبي لتتمكن من سرقتها أو باستخدام أداة معينة لتقوم بكسر قفل الباب الجانبي. بالنسبة للمؤثرات البصرية جاءت قوية و تحمل اهتمام في تصميم الشخصيات الرئيسية و الثانوية و البيئات الافتراضية المختلفة و كذلك تصميم السيارات الكلاسيكية القديمة التي أضافت متعة أخرى للعبة و كلها أمور كانت نقطة قوة في صالح اللعبة أمام Grand theft Auto III و التي جاءت اللعبة لتنافسها.
ما يعيب اللعبة حقا و هو عيب خطير جدا هو أسلوب التصويب و الذي كان سيئا جدا و لا يحمل اي دقة و مثل صعوبة بالغة ليس لها أي داع، و إذا قمت بتجربة اللعبة لأول مرة سيكون الأمر شبه مستحيل و ستحتاج فترة طويلة كي تعتاد عليه و تبدأ في اتقانه. أيضا هناك عيب غريب و هو أن جسم الشخصية الرئيسية يظهر فقط من أعلى و لا تظهر ساقيه و هو أمر غريب ليس له مبرر على الرغم من أن اللعبة تتبع أسلوب منظور الشخص الثالث و إذا نظرنا إلى ما سبقها من ألعاب مشابهة كانت الشخصية الرئيسية تظهر كاملة دون أي مشكلة
17) Far Cry
جاء الجزء الأول من سلسلة ألعاب Far Cry في المركز السابع عشر ليكون أحد أسباب نجاح اللعبة و صدور أجزاء جديدة لها استمتعنا بها و في انتظار أجزاء أخرى جديدة لتتجدد معها تلك المتعة. اللعبة جاءت من تطوير استديو Crytek و من نشر شركة Ubisoft و صدرت حصريا للحاسب الشخصي في 23 مارس 2004 و بعد أعوام عديدة صدرت نسخة محسنة رسوميا تحمل اسم Far Cry Classic تم تضمينها في حزمة تحمل اسم Far Cry: Wild Expedition لأجزاء اللعبة المختلفة أو يمكن شرائها منفردة كعنوان قابل للتحميل على شبكتي Xbox Live و PSN. اللعبة احتلت هذا المركز بمعدل تقييمات 89/100.
قصة اللعبة تدور أحداثها حول “جاك كارفر” أحد جنود البحرية الأمريكية يترك حياة القوات الخاصة و يبتعد عن الحياة الاجتماعية و يشري قارب ليدير به عمله الخاص في جنوب المحيط الهادئ. في يوم من الأيام تقوم محققة صحفية تدعى “فاليري كونستانتين” بتأجير خدمات “جاك” ليصطحبها سريا لزيارة مجموعة من الجزر المجهولة في “ميكرونيسيا” حيث من المفترض أن “فاليري” تريد دراسة أثار الحرب العالمية الثانية عليها. بمجرد وصول “جاك” و “فال” للجزر تقوم “فال” بالنزول إلى الشاطئ و يقوم “جاك” بالرسو بقاربه بالقرب من الشاطئ، و لكن فجأة يتم تصويب صاروخ على قاربه من قوات مرتزقة تعيش على الجزيرة ليتدمر القارب تماما و لكن ليس قبل أن يتمكن “جاك” من الهرب، و تختفي “فال” بعد هذا الحادث و يقرر “جاك” البحث عنها و إنقاذها ليجد نفسه في مغامرة خطيرة جدا أمام قوات متزقة تسيطر على الجزيرة يتزعمهم قائد مجنون يقوم بجلب قنابل ذرية و نووية يحتفظ بها على الجزيرة و يريد القضاء على كل من يحاول منعه من استخدامها.
تمتعت اللعبة بأسلوب لعب جمع ما بين أسلوب ألعاب المنظور الأول في عالم مفتوح كبير تمثل في جزر “ميكرونيسيا” لتمنح اللاعبين شعورا بالحرية في التجول مع الحذر و استخدام أسلوب التخفي حتى لا تجذب انتباه الأعداء و الحيوانات المتوحشة الموجودة في الغابات. اللعبة قدمت لنا اللعبة عدوا مجنونا لن نقوم بالكشف عن اسمه لكي نترك الفرصة لمن لم يقوم بتجربة اللعبة باكتشافه بنفسه، و هذه احدى نقاط القوة و المميزات في اللعبة حيث أن أحداثها كانت مليئة بالمفاجئات، و كلما تقدمت فيها ستكتشف أمور جديدة، و نتيجة لذلك فان اللعبة تقدم قصة سريعة و مليئةب الأحداث تجعلك تتفاعل مع أحداثها بصورة رائعة. يوجد مؤشر للاختباء و التسلل يمكنك عن طريقه معرفة رؤية الأعداء لك من عدمها، و لكن في الغالب ستكون في مدى رؤية العداء و أغلب المواجهات الي ستخوضها في مراحل اللعبة المختلفة ستكون مواجهات مباشرة لا تعتمد على التسلل. تختلف الأسلحة في اللعبة بين أسلحة نارية أوتوماتيكية و نصف أتوماتيكية و أسلحة قاذفة للصواريخ و سكين مشابه لسكين شخصية “رامبو” السينمائية، و كل سلاح مناسب لأعداء معينة أو للقضاء على المركبات الموجودة في اللعبة و التي تختلف بين سيارات دفع رباعي و زوارق بحرية يمكنك قيادتها و التقل بها في عالم اللعبة و إطلاق النيران على متنها أيضا، بالإضافة لامتلاك الأعداء لطائرات صغيرة الحجم يستخدمونها أيضا في الهجوم. الذكاء الاصطناعي للأعداء جاء مذهلا حقيقة للعبة صدرت عام 2004، فالأعداء لا يتسمون بالغباء على الاطلاق، فهم سيقومون باتباعك مهما استخدمت من طرق و أساليب في التخفي و التسلل، و سيكشفون موقعك من مسافات بعيدة جدا الأمر الذي سيمثل صعوبة و تحدي من نوع خاص. المؤثرات البصرية في اللعبة جاءت نقلة في عالم ألعاب الفيديو لعام 2004 لتعطي نظرة عن ما كانت ستقدمه أجهزة الجيل الجديد وقتها من مؤثرات بصرية و هي اجهزة Xbox 360 و PS3، و جاءت اللعبة باستخدام محرك CryEngine و الذي كان محركا جديدا تم تطويره بواسطة استديو Crytek ليقدم مستوى رسوم رائعا كان يحمل دقة في تصميم التفاصيل المختلفة، و أعطى مستويات جديدة في عمق المسافات البعيدة في العالم الافتراضي للعبة، بالاضافة أن المحرك جعل جميع المناطق في اللعبة قابلة للوصول و الدخول إليها دون وقفات تحميل مزعجة التي لا يتحملها اللاعبين أطلاقا.
هناك بعض العيوب في اللعبة التي كانت مزعجة أولها هو انه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي للأعداء كان على مستوى عالي جدا إلا أنه لم يكن منطقي بالمرة، فكيف للأعداء أن يقوموا باكتشاف وجودك على مسافات بعيدة جدا، فقد تكون تقوم بأمر مختلف تماما لتجد أنه تم اكتشاف موقعك من أحد الأعداء على بعد عدة كيلو مترات حتى و ان كنت تتبع أسلوب التسلل و الاختباء. أسلوب التسلل و التخفي نفسه في اللعبة تم وضعه فقط ليكون أحد الأساليب الموجودة في اللعبة و لكن في الحقيقة لم يكن له أي داع على الإطلاق و لم يتم تصميمه بطريقة جيدة ليتم الاستفادة منه في اللعبة. هناك عيب أخر قوي جداو هو أسلوب التصويب التلقائي الذي سيمكنك من اطلاق النيران على الأعداء و القضاء عليهم من على مسافات بعيدة حيث يمكنك قتل جندي بمسدس عادي على بعد مائة متر، و إذا كنت تمتلك بندقية قنص ستصبح لا تقهر و تتمكن من القضاء على الأعداء على مسافات بعيدة جدا بمنتهى السهولة
16) L.A. NOIRE
حتى الأن تناولنا الحديث عن أربعة و عشرين لعبة من افضل ألعاب العالم المفتوح في التاريخ. و ذكرنا أن شركة Rockstar هي أهم شركة تقوم بنشر عناوين العالم المفتوح، و لكن لم نتحدث عن أي عنوان من عناوينها حتى الأن. هذا الحال سيتغير الأن، لأن اللعبة صاحبة المركز السادس عشر في قائمتنا هي لعبة L.A. Noire و ستكون هي أولى عناوين شركة Rockstar التي ستظهر في قائمتنا و بالطبع لن تكون الأخيرة. اللعبة جاءت من تطوير استديو Team Bondi و بالطبع من نشر شركة Rockstar، و صدرت لكلا من منصتي Xbox360 و PS3 في 17 مايو 2011، ثم صدرت نسخة خاصة للحاسب الشخصي لاحقا في 8 نوفمبر من نفس العام و حملت اسم L.A. Noire: Complete Edition. اللعبة استحقت المركز السادس عشر و ذلك بمعدل تقييمات 89/100.
قصة اللعبة تدور حول “كول فيليبس” الذي شارك في الحرب العالمية الثانية أمام اليابانيين و عاد من الحرب و حصل على وسام الشرف ثم يبدأ حياته العملية كشرطي دورية في شوارع مدينة “لوس أنجلوس”. اللعبة تدور أحداثها في أربعينيات القرن الماضي و تحديدا بدءا من العالم 1947، و تستعرض لنا اللعبة العصر الذهبي لمدينة “لوس أنجلوس” و منطقة “هوليوود” و بداية الازدهار الحقيقي في تلك المدينة، و لكن تعكس في نفس الوقت مدى الفساد الذي يسيطر على المدينة و فساد كبار المسؤولين فيها. نعود إلى بطل اللعبة “كول فيليبس” فأثناء تجواله في الشارع مؤديا مهام عمله تحدث جريمة قتل، و يبدأ “كول” في البحث عن أي دليل يؤدي به للكشف عن الجاني، و يستجوب الشهود المتواجدين ساعة حدوث الجريمة، و بالفعل يتعرف على الجاني و يقوم باستجوابه و يحصل منه على اعتراف رسمي بأنه من قام بقتل المجني عليه. بعد أن قام “كول” بعمل جيد في الكشف عن الجاني في تلك الجريمة و القبض عليه، يتم نقله مباشرة إلى قسم المحققين ليبدأ عمله كمحقق في شرطة “لوس أنجلوس” LAPD، و يبدأ في التحقيق في جرائم و قضايا عديدة، و ستكون كل مجموعة من القضايا التي يحقق فيها لها نمط أو طابع خاص بها، و ستكون هناك قضايا لقاتل متسلسل، و قضايا أخرى حول المخدرات، و غيرها من القضايا التي سنواجهها في اللعبة و التي سيترقى “كول” في سلك الشرطة خطوة بخطوة و تعلو رتبته كلما قام بحل تلك القضايا و الكشف عن الجناة المسؤولين عنها.
جاءت لعبة L.A. Noire لتحمل معها العديد من المميزات و الأمور التي كانت جديدة كليا و نالت إعجاب العديد من عشاق ألعاب الفيديو، و أهم هذه المميزات أنه يمكن وصف اللعبة بأحد أفضل الألعاب التي صدرت في السنوات الأخيرة و ذلك لأنها تمتعت بقصة رائعة تفاعل معها اللاعبين لما قدمته من واقعية عن الحياة في واحدة من أكبر المدن في العالم و هي مدينة “لوس أنجلوس” بعد حدث تاريخي هو الأهم ألا و هي الحرب العالمية الثانية، و قدمت اللعبة أوجه الفساد المختلفة التي تواجدت في المدينة و كيف أن شرطي نزيه مثل بطل اللعبة “كول فيليبس” سيضطر لمواجهة هذا الفساد أثناء تحقيقه في الجرائم و القضايا المختلفة. مهمات اللعبة و التي كانت هي الأهم في سرد أحداث القصة جاءت بعضها من قضايا حدثت في الحقيقة و أهمها قضية جرائم القتل لمجموعة من السيدات، و التي كان الجاني فيها هو قاتل متسلسل قام بتتبع مجموعة من النساء و قام بقتلهم واحدة تلو الأخرى و تمكن من وضع أدلة لإلصاق التهم بأشخاص أخرين، و تلك القضية كانت معروفة في الواقع باسم Black Dahlia و تواجدت في اللعبة بنفس الاسم، و في الحقيقة كانت المهمات الخاصة بتلك القضية ممتعة جدا و خاصة المهمة التي سيقوم فيها “كول” بتتبع القاتل الحقيقي و المسؤول عن تلك الجرائم البشعة حتى يتمكن من إيجاده، و يمكن القول أن تلك المهمة هي أفضل مهمات اللعبة بل و يمكنك إضافتها لأفضل المهمات التي قمت بتنفيذها في مختلف الألعاب التي قمت بتجربتها. ستكون هناك قضية أخرى تتناول الحديث عن كمية كبيرة جدا من المورفين الذي يتم تداوله كنوع من المخدرات في شوارع المدينة و هذا المورفين كان موجود على سفينة تابعة للجيش الأمريكي. هناك مهمات أخرى تتحدث عن حرائق مريبة تحدث في منازل أشخاص سيكون وراءها أشخاص لهم مصلحة في ذلك. كل تلك المهمات و القضايا جاءت بصورة تخدم التفاعل في أحداث اللعبة و التي تتزايد إثارتها بصورة كبيرة خلال تقدمك في اللعبة قضية تلو الأخرى. تمتعت اللعبة بأسلوب لعب مميز جدا و فريد من نوعه، فاللعبة أولا هي لعبة عالم مفتوح حيث أن مدينة “لوس أنجلوس” توفر لك عالم كبير جدا لما تتمتع به المدينة من كبر في الحجم، و سيتوجب عليك الانتقال من قسم الشرطة حيث يتم تكليفك بالقضايا التي سيتعين عليك القيام بالتحقيق فيها إلى موقع الجريمة و منه إلى أماكن مختلفة يتواجد بها أدلة أو أشخاص يجب عليك استجوابهم لمساعدتك في كشف خيوط القضية، و أثناء انتقالك بين الأماكن المختلفة قد يرد لك إخبارية عن وقوع جريمة بالقرب منك و لك الحرية أن تتوجه لها أو لا و لكن يجب عليك استخدام سيارة تابعة للشرطة لكي تتلقى تلك الاخباريات. الميزة الأخرى في أسلوب اللعب أو ما يميز اللعبة حقا عن غيرها من الألعاب و جعلها تصل لتلك المكانة هو أسلوب التحقيق في القضايا و الذي يتمتع بالتالي: أولا يجب عليك دراسة موقع الجريمة جيدا و البحث عن أي دليل يمكن أن يساعدك في حل القضية، فكل ما تقع عليه عيناك قد يكون دليل مهم جدا، و أيضا يجب أن تلقي نظرة جيدة جدا على جثة المجني عليه أو تقوم بالبحث في محفظته عن دلائل، بعد أن تقوم بالبحث عن كل االأدلة الممكنة ستنتقل إلى الخطوة الثانية و هي استجواب الشهود المتواجدين أثناء وقوع الجريمة أو كانوا متواجدين بالقرب منها و هنا سيدور نقاش بينك و بين كل شاهد عبارة عن أسئلة حيث سيمتلك “كول” أجندة صغيرة سيقوم فيها بكتابة كل الأدلة التي عثر عليها و مجموعة من الأسئلة التي ستوجهها للشاهد، و الميزة الرائعة جدا في استجواب الشهود هي ردودهم على الأسئلة التي ستوجهها لهم فستجدهم مرة صادقين و أحيانا يقومون بالكذب و أحيانا أخرى يخفون شيئا لا يريدون الكشف عنه: لكي تتمكن من معرفة الحقيقة سيكون أمامك ثلاثة اختيارات هي إما أن تصدق كلامهم أو تشك فيه أو تقوم بتكذيبه و سيساعدك في ذلك ردود الفعل التي ستكون واضحة عليهم فالصادق ستجده ثابتا في إجاباته و الكاذب سيتضح عليه الارتباك و لكن لا تأخذ بذلك فحسب، فهناك أشخاص متمرسين في الكذب لذلك سيتعين علك مراجعة الأدلة التي عثرت عليها في الأجندة الخاصة بك و مقارنتها باجابات الشهود حينها ستتمكن بالدليل القاطع من دحض إجاباتهم إن كانوا يكذبون أو تأكيد أنهم يقومون بإخفاء شئ ما و وقتها ستجد الشاهد ينهار و يبدأ في قول الحقيقة التي ستساعدك في حل القضية. من مميزات اللعبة أيضا هي أنه أثناء تنفيذك للمهمات و التحقيق في القضايا المختلفة إذا لم تقم بتجميع الأدلة الكافية لن تتمكن من استجواب الشهود بطريقة صحيحة و لن تعرف منهم الحقيقة و حينها لن تتمكن من حل القضية و ستنتهي المهمة على ذلك و لكن ليس قبل أن يقوم رئيسك في العمل بتوبيخك على فشلك في حل القضية و لن تتمكن من إعادة المهمة مرة أخرى إلا بعد أن تنتهي من المهمات الخاصة بكل قضية على حدى، لذلك يجب أن تكون حريص جدا أثناء البحث عن الأدلة و أثناء استجواب الشهود لتقوم بحل القضية على الوجه الأمثل. بالنسبة للمؤثرات البصرية جاءت اللعبة لتحمل معها مجموعة من المؤثرات القوية جدا و ذلك لأن استديو التطوير استخدم تكنولوجيا Motion Capture لالتقاط حركة الوجه، فكل الشخصيات الرئيسية الموجودة في اللعبة و الشهود الذين يتم استجوابهم تم استخدام مجموعة من الممثلين الحقيقيين لالتقاط حركة الوجه الخاصة بهم و تركيبها في اللعبة لذلك قدمت لنا اللعبة أفضل مؤثرات بصرية خاصة بحركة وجه البشر و ردود أفعالهم حتى الأن، و كان الهدف من استخدام هذه التكنولوجيا هو الاستفادة منها أثناء التحقيق و استجواب الشهود لمعرفة ردود افعالهم المختلفة على الأسئلة التي يتم توجيهها لهم، أيضا جاءت اللعبة تحمل تصميمات احترافية للبيئات الافتراضية المتواجدة و ذلك لم يكن من فراغ فاللعبة تم اختيارها كأفضل بيئات تم تصميمها في لعبة لعام 2011 على العديد من مواقع الألعاب، و كانت مدينة “لوس أنجلوس” نابضة بالحياة و قدمت لنا هذا الطابع الكلاسيكي المميز لفترة الأربعينيات بصورة افضل بكثير مما قدمته لنا لعبة Mafia، حتى أن تصميم الملابس كان رائعا و كأنها ملابس حقيقة و أيضا تصميم السيارات جاء مميزا و هذا ليس بالغريب على شركة Rockstar و التي تقدم دائما أفضل تصميم للسيارات و أفضل أسلوب قيادة محاكي للواقع في ألعاب العالم المفتوح.
في عام 2011 حصلت لعبة The Elder Scrolls: Skyrim على لقب لعبة العام و هي لعبة رائعة جدا في الحقيقة و لكن كانت المفاجأة التي أثارت دهشة و استنكار الجميع هي عدم تواجد لعبة L.A. Noire ضمن المرشحين للمنافسة على هذا اللقب، في الحقيقة أنا أتفق معهم على أنه كان ينبغي تواجدها ضمن المرشحين و أيضا ضمن المرشحين للحصول على لقب أفضل مؤثرات يصرية و التي لم تتواجد به أيضا و حصلت على اللقب و قتها لعبة Uncharted 3: Drake’s Deception و التي تستحقه أيضا لما تميزت به من رسوم قوية جدا. لكن هناك بعض العيوب في اللعبة و التي ان لم تتواجد لكانت اللعبة هي الأفضل في تاريخ الألعاب بلا أدنى مشكلة، أحد تلك العيوب هو أنه لم يتم استغلال العالم المفتوح للعبة على الاطلاق حيث لم تتوفر مهمات جانبية قوية تجل اللاعبين يستمروا في تجربة اللعبة ساعات طويلة و كانت المهمات الجانبية المتواجدة هي فقط الاستجابة لاخبارية عن وقوع جريمة بالقرب منك و تشابهت تلك المهمات جميعا، و على الرغم من ان اللعب قدمت لنا ساعات لعب طويلة لكن ان كانت هناك مهمات جانبية كثيرة و مختلفة و تستحق أن تجذب الانتباه لامتدت ساعت اللعب تلك إلى ساعات طويلة جدا. ايضا يمكنك الانتهاء من اللعبة بصورة خطية و هي الانتقال من مكان إلى اخر دون أن تضطر حتى لقيادة السيارت و ذلك بأن تطلب من زميلك في العمل بتوصيلكم إلى المكان المقصود و ستقوم اللعبة باختصار الوقت و نقلك مباشرة إلى ذلك المكان. هناك عيب أخر جعل بعض اللاعبين لا يحبون اللعبة و هو أن عنصر الحركة و الاثارة في اللعبة ضعيف نسبيا حيث أن المهمات جميعها تعتمد على جمع الأدلة و الاستجواب، و سيكون الاعتماد على المطاردات و المواجهات المسلحة قليل جدا و هناك مهمات عديدة لا يوجد بها أي مطاردات أو مواجهات مسلحة. لو انتبه استديو التطوير لتلك الأمور لكانوا بالفعل أصدروا لنا أفضل لعبة على الإطلاق.
15) Assassin’s Creed: Brotherhood
بعد أن تحدثنا عن 25 لعبة من أفضل ألعاب العالم المفتوح في التاريخ، و يمكن وصف البعض منهم بأنهم من افضل الألعاب التي قمنا بتجربتها، ننتقل الأن إلى فئة الوزن الثقيل، و عندما نقول ذلك فنحن نعني الألعاب التي يتم وصفها بالأسطورية، انها تلك الألعاب التي تمتلك معدلات تقييمات وصلت إلى 90/100 و ما فوقها، و أولى ألعاب فئة الوزن الثقيل التي سنتحدث عنها هي Assassin’s Creed: Brotherhood، و هي اللعبة التي جاءت كجزء ثاني في الثلاثية الخاصة بشخصية “إزيو أوديتوري”. اللعبة جاءت كالعادة من تطوير استديو Ubisoft Montreal و من نشر شركة Ubisoft، و صدرت لكلا من منصتي Xbox360 و PS3 في 16 نوفمبر 2010 ثم صدرت نسخة أخرى لاحقا للحاسب الشخصي في 22 مارس 2011. اللعبة استطاعت احتلال المركز الخامس عشر بمعدل تقييمات 90/100.
قصة اللعبة كما عرفنا مسبقا تدور أحداثها حول الشاب “ديزموند مايلز” الذي يقوم باستخدام جهاز “أنيموس” للبحث في ذكريات أجداده عن ما يمكنه هو و جماعة Assassin’s من التغلب على “فرسان المعبد” و إنقاذ البشرية من محاولاتهم للسيطرة عليهم و إيجاد قطع “تفاحة عدن” المفقودة، و في هذا الجزء سيقوم “ديزموند” بمواصلة البحث في ذكريات أحد أجداده و هو “إزيو أوديتوري دا فيرنزي” من أجل العثور على باقي المعلومات التي ستساعده هو و الفريق الذي يعمل معه في النجاح في مهمتهم. تبدأ أحداث اللعبة مباشرة بعد انتهاء أحداث الجزء الثاني و هو الأول في ثلاثية “إزيو” و لذلك لن نقوم بحرق الأحداث و لكن كل ما سنقوله هو أن “إزيو” سينتقل إلى مدينة “روما” لاستكمال مهمته و البحث عن أشخاص معينين لاغتيالهم سعيا منه في تحقيق ما بدأه في الجزء السابق.
عندما نتحدث عن مميزات اللعبة فكما قلنا سابقا عن أغلب أجزاء السلسلة أنها تقدم واحدة من أفضل قصص الألعاب على الإطلاق، و خاصة عندما نتحدث عن ثلاثية “إزيو أوديتوري” فهي الأفضل في جميع أجزاء السلسلة بلا منازع لما تقدمه من سرد رائع في الأحداث و مفاجئات عديدة و إثارة و تشويق تجعلك تتفاعل مع كل جزئية في أحداثها. اللعبة تقدم لنا عالم مفتوح مميز حيث اتخذت من مدينة “روما” مقرا لأحداثها تلك المدينة العريقة المليئة بالأحداث التاريخية الهامة و الأثار القديمة الرائعة و أهمها على الإطلاق “متحف الكولسيوم” الذي تجلى في اللعبة و كان له تأثير مميز جماليا و أيضا في أحداث اللعبة كما سترى إن قمت بتجربتها، و وفرت المدينة كل سبل العالم المفتوح التي نحبها حيث يمكنك التجول كيفما تشاء و الانتقال بين الناس أو على أسطح المباني المختلفة و الأماكن الأثرية العتيقة و أيضا استخدام الخيل في التنقل لمسافات بعيدة، كما يمكنك تنفيذ العديد من المهمات الجانبية في الوقت الذي تحبه إلى جانب المهمات الرئيسية. بالنسبة لأسلوب اللعب فكما تعودنا من اللعبة فهي تعتمد في الأساس على التسلل و التخفي في تنفيذ المهمات المختلفة و التي أغلبها عبارة عن مهمات اغتيال لأشخاص مهمين في منظمة “فرسان المعبد” يتوجب عليك التخلص منهم، و تستطيع تنفيذ ذلك بتسلق المباني المختلفة و الدخول خلسة إلى الأماكن التي ستنفذ فيها مهماتك دون أن يراك أحد، و أحيانا ستضطر لقتل بعض الحراس و يمكنك التخلص منهم بدون ضوضاء باستخدان النصل المختفي في القميص، و أحيانا أخرى سيتوجب عليك مواجهة أعداد كبيرة من الحراس و حينها يمكنك استخدام باقي الأسلحة التي تمتلكها مثل السيف و السكاكين المتعددة و غيرها من الأسلحة. سيمكنك في هذا الجزء تأسيس أخوية خاصة من القتلة يمكنك أن تقوم بإرسالهم لتنفيذ مهمات اغتيال في مختلف أنحاء أوروبا و أيضا يمكنك أن تطلبهم لمساعدتك في تنفيذ المهمات التي تقوم بها و كلما نجحوا في اجتياز المهمات التي تكلفها بهم ستزداد خبرتهم و قوتهم، و من يتعرض للقتل منهم يمكنك تعويض وجوده عن طريق تجنيد قتلة أخرين و ذلك إذا قمت بتخليصهم من أيدي “فرسان المعبد” حينها سيعلنون عن ولائهم لك. الرسوم في اللعبة جاءت جيدة جدا و كانت أفضل من الجزء الذي سبقها و هناك اهتمام في تصميم البيئات الافتراضية و الشخصيات الرئيسية و الثانوية جعل تجربة اللعبة ممتعة.
بالنسبة لعيوب اللعبة فصراحة لا أرى أنه كان ينبغي وصفها بلعبة من الأساس، بل كان يمكن وصفها كمحتوى إضافي للجزء الثاني من السلسلة و هذا الرأي انتشر كثيرا في مجتمع اللاعبين و ذلك لعدة أمور. إذا كان هناك تحسن في الرسوم فهو تحسن ضعيف جدا عن الجزء الثاني و لا يدل أن فريق التطوير استغرق وقت كافي في تطويره و سنجد أن المحرك المستخدم هو نفسه النستخدم في الجزء الثاني، أيضا اللعبة مشابهة جدا لجزءها السابق و الفارق الوحيد هو مكان الأحداث. عمر اللعبة قصير جدا و هو من الأمور التي تدعم كل من قال أن اللعبة تعتبر محتوى إضافي و ليست لعبة جديدة. اللعبة في الحقيقة لم تحصل على أي تطوير يذكر من استديو التطوير الذي لم يبذل أي جهد على الإطلاق في تطويرها و يتضح ذلك جليا في الفارق الزمني بين الجزئين الذي كان سنة واحدة، و هناك العديد من محبي ألعاب الفيديو اتهموا الشركة بأن اللعبة كانت محتوى إضافي للجزء الثاني لكن الشركة قامت بنشره كلعبة جديدة لتحقيق أكبر ربح ممكن. بالنسبة لي أنا أحببت اللعبة و لكني اتفق في الرأي مع كل من وصفها بأنها محتوى إضافي، بالإضافة أن الجزء الثاني كان أفضل بكثير و هو الجزء المفضل لي في السلسلة لذلك شعرت بخيبة أمل حينما صدر هذا الجزء و لكن في نفس الوقت تسنى لي تكملة أحداث القصة التي لم تكتمل نهايتها في الجزء الثاني
14) ICO
كما ذكرنا لكم من قبل حينما تناولنا الحديث عن لعبة Mafia بأنها لن تكون اللعبة القديمة الوحيدة التي سترد في قائمتنا، ها هي مجددا واحدة من تلك الألعاب تظهر في قائمتنا و هي لعبة ICO التي استطاعت أن تصل إلى المركز الرابع عشر بعد أن تغلبت على العديد من الألعاب التي صدرت بعدها بأعوام عديدة و ذلك لما تميزت به من سحر و بريق خاص سنتحدث عنه بالتفصيل. اللعبة جاءت من تطوير استديو SCE Japan و صدرت حصريا لمنصة PS2 في 24 سبتمبر 2001، ثم صدرت منها نسخة أخرى محسنة رسوميا حصريا لمنصة PS3 في 17 يناير 2012 و لكن تلك المرة من تطوير استديو Bluepoint Games الذي تولى مسؤولية تحسين رسوم اللعبة لتظهر بشكل جمالي مميز. اللعبة استحقت مركزها الرابع عشر بمعدل تقييمات 90/100.
تدور قصة اللعبة حول فتي اسمه “إيكو” ولد بقرون في رأسه و ظن أهل قريته أنه ملعون، لذلك قام مجموعة من محاربين تلك القرية بأخذه إلى قلعة مهجورة و وضعوه حيا في تابوت و أغلقوا عليه لكي يتم قتله بعد ذلك. يتمكن “إيكو” من النجاة من الموت و يحاول العثور على طريقة ليهرب من تلك القلعة، و أثناء بحثه يعثر على فتاة اسمها “يوردا” لها طبيعة غير محددة على الإطلاق و تتحدث بلغة مختلفة فيقرر “إيكو” مساعدتها، و يشق الثنائي طريقهما في محاولة الهرب و يتولى “إيكو” على عاتقه الدفاع عن “يوردا” الضعيفة باستمرارا و محاربة مخلوقات الظلال التي تحاول دائما اختطافها.
لعبة ICO هي واحدة من الألعاب التي ألهمت العديد من المطورين للاستفادة منها في تطوير ألعاب جديدة و ذلك لم تميزت به اللعبة و التي قدمت تجربة جديدة نالن استحسان اللاعبين و النقاد على حد سواء، و لم تكتفي بذلك، بل انها قامت بسرد قصة اللعبة و احداثها بطريقة مختلفة و هي عن طريق اللعب، ولتبسيط ذلك فان العلاقة بين “إيكو” و “يوردا” تلك الفتاة الذي لا لا يعرفها هي قصة اللعبة التي ستتعرف عليها أكثر و أكثر باستمرارك في اللعب. الأمر الجميل ايضا في ما يميز قصة اللعبة هي أنها لم تحتوي على عروض سينمائية كثيرة، بل جعلتك تتعلق بالفتاة “يوردا” بشكل أخر و هو أنك ستكون حريصا دائما على سلامتها، و سبب ذلك هو الشعور بالوحدة و العزلة الذي ستعيشه في عالم اللعبة حتى تعثر على “يوردا” و تكون هي رفيقتك في طريقك للهروب لذلك ستفعل كل ما بوسعك لانقاذها من أي خطر حتى لا يعود لك هذا الشعور مجددا. تتميز اللعبة أيضا باعلم افتراضي يجمع بين عدة أساليب للعب، أولها هو العالم المفتوح و الذي سيجعلك تشعر دائما بأنك معزول عن العالم أجمع في هذا المكان المظلم، أما الأسلوب الثاني فهو يعتمد على القفز و التسلق و حل الألغاز و هو أسلوب اللعب الرئيسي في اللعبة، أما الأسلوب الثالث فهو انك ستضطر لمواجهة بعض الأعداء بين الفينة و الأخرى و ستستخدم لذلك عصى خشبية في البداية و لاحقا ستقوم باستخدام سيف و الذي سيكون العثور عليه جزء أساسي في أحداث قصة اللعبة، و سيكون نظام القتال بسيط و لن يكون توجيه ضربات سريعة و متتالية لأن اللعبة لم يتم تصميمها كلعبة Hack & Slash و انما هي لعبة ألغاز يتخللها بعض القتال أحيانا في عالم مفتوح يجمع كل ذلك. مهمات اللعبة جاءت قوية جدا و مميزة، و كما ذكرنا سابقا أن اللعبة في الأساس هي لعبة ألغاز فسنجد أن حل الألغاز يعتمد بشكل أساسي على بيئة اللعبة و تصميم المهمات المختلفة، أي أن اللاعب سيقوم بحل الألغاز معتمدا على تصميم بيئة المهمة التي يقوم بتنقيذها و سيقوم بإعداد ممر مناسب ليساعد الفتاة “يوردا” على الاستمرار في الرحلة. بالنسبة للأعداء في اللعبة هم مجرد ظلال مظلمة و لكن ما جعلهم مميزين هو أن “يوردا” بيضاء بشكل ساطع تماما مثل الضوء و ستحاول تلك الظلال دائما الامساك بها و اختطافها إلى عالمهم المظلم. من مميزات اللعبة و التي كان استديو التطوير حريصا عليها هي أن تشعر دائما بالوحدة و العزلة لذلك سنجد أن الألحان في اللعبة قليلة جدا و لن تستمع إلى موسيقى تصويرية كثيرة أثناء تجولك في عالم اللعبة، و بذلك تمكن الاستديو بطريقة متقنة من إعطائك شعور لن تجده في ألعاب كثيرة. تصميم البيئة في اللعبة كان جميلا فمع تقدمك في اللعبة ستشاهد مدى جمال عالم اللعبة و مدى جمال البيئة و ستستمتع باستماع أصوات العصافير و الرياح على الرغم من تواجدك في منطقة منعزلة عن العالم.
ما يعيب اللعبة هي رسومها التي لم تكن جيدة على الإطلاق على منصة PS2 و ربما يكون السبب في ذلك هو أن الجهاز كان لا يزال في بدايته، و لكن عندما صدرت النسخة المحسنة رسوميا على منصة PS3 ظهرت الرسوم و تفاصيل البيئة و الشخصيات و الإضاءة بشكل جميل جدا سيجعلك تعيد تجربة اللعبة مرة أخرى إن كنت قمت بتجربتها أو التفكير في تجربتها إن لم تقم بتجربتها من قبل. من العيوب أيضا هي الكاميرا المزعجة للعبة حيث ستضطر لتحريكها كثيرا لتتمكن من رؤية عالم اللعبة و ما يحيط بك و لكنها لا تتحرك بالشكل المطلوب. أيضا هناك عيوب في القفز في بعض الأحيان و التي ستتسبب في خسارتك بعض المرات. هذه العيوب جميعها ربما تكون مقبولة نظرا لأن اللعبة صدرت عام 2001، و لكن عندما صدرت النسخة المحسنة رسوميا في 2012 لم يتم تعديل تلك العيوب و لكن تم الاهتمام بتعديل الرسوم فقط.
13) Shadow of Colossus
للمرة الثانية على التوالي سنجد أن استديو SCE Japan قام بتطوير واحدة من الألعاب التي ستظهر في قائمة أفضل ألعاب العالم المفتوح، و تلك المرة ستكون مع لعبة Shadow of Colussus و التي تمكنت من احتلال المركز الثالث عشر في قائمتنا و ذلك بعد أن حصدت على معل تقييمات 91/100. العبة صدرت بصورة حصرية لمنصة PS2 في 18 أكتوبر 2005، ثم صدرت لاحقا لمنصة PS3 كنسخة محسنة رسوميا في النسخة التي جمعتها مع لعبة ICO و التي حملت اسم ICO & Shadow of Colossus Collection و ذلك في 27 سبتمبر 2011.
قصة اللعبة تدور أحداثها في نفس عالم لعبة ICO و لكن في فترة زمنية تسبقها، و تتحدث عن شاب ينطلق في مغامرة بحثا عن الحقيقة وراء أسطورة قديمة مخبأة في هذا العالم الغامض لكي يتمكن من إعادة صديقته من الموت.
بالنسبة لأسلوب اللعب، فاللعبة تتمتع بأسلوب ألعاب العالم المفتوح و ذلك لما يتمتع به عالم ICO من مميزات تحدثنا عنها في لعبة ICO، و ستكون وسيلة التنقل الخاصة ببطل العبة هو حصانه الخاص الذي ينتقل به في عالم اللعبة الواسع. أما أسلوب اللعب الرئيسي في اللعبة فهو محاربة العمالقة، فكل ما تقوم به في اللعبة هو محاربة العمالقة فقط. إذا لم تقم بتجربة اللعبة على الإطلاق قد تصاب بصدمة و تقول كيف للعبة جميع مهماتها هي محاربة محموعة من العمالقة أن تكون ممتعة و ألا يصيبها التكرار و الملل و أن تصل إلى ذلك المركز المتقدم في قائمتنا. في الحقيقة بعد أن تقوم بقراءة السطور القادمة ستعرف لماذا حصلت اللعبة على المركز الثالث عشر و لماذا تعتبر اللعبة إحدى الألعاب المميزة لمنصة PS2. على الرغم من أن مفهوم اللعبة القائم حول محاربة العمالقة بسيط جدا إلا أن استديو التطوير تمكن من بناء اللعبة بالكامل على هذا المفهوم، فسنجد أن كل عملاق له قصته الخاصة و الجو الخاص به و طريقة خاصة للقضاء عليه و بنيان مختلف عن باقي العمالقة. كل تلك الأمور جعلت من المهمات مختلفة عن بعضها البعض إذ أن كل عملاق سيتوجب عليك معرفة كيفية القضاء عليه و معرفة نقاط القوة و الضعف لديه و الأهم من ذلك هو معرفة كيفية التسلق عليه و الوصول إلى النقطة التي تمكنك من القضاء عليه و هذه هي طريقة القضاء على العمالقة. للقضاء على العمالقة وفرت لك اللعبة سلاحين و هما السيف و الرمح، و تمكن مظ\طوري اللعبة من جعل استخدام هذين السلاحين يعطي تنوع في القضاء على العمالقة، فهناك عمالقة ستحتاج للسيف فقط لتتمكن من تسلقهم، و أخرين ستحتاج للرمح فقط لتسلقهم، و أخرين ستستخدم البيئة المحيطة للاستفادة منها في تسلقهم، و أخرين ستحتاج للتنوع بين السلاحين لتستطيع تسلقهم و القضاء عليهم. بطل اللعبة له قدرة خاصة في تسلق العمالقة الذين سيبدأون في الثوران و الغضب عند تسلقك لهم، لذلك يجب أن تكون سريع الحركة و تأخذ وقت كافي للراحة لتتمكن من إكمال عملية التسلق. أما عن أسلوب اللعب المفتوح قدمت اللعبة عالم كبير قابل للاستكشاف بالكامل، و ستستفيد من ذلك بتجميع فواكه تعمل على تطوير قوتك، و اصطياد ثعابين صغيرة تعمل على تطوير قدرات التحمل الخاصة بك، و اكتشاف معابد تقوم باستخدامها كنقاط حفظ للعبة. مثلما قام مطوري اللعبة بمنح اللاعبين بشعور العزلة في لعبة ICO فلقد قاموا بفعل ذلك في Shadow of Colossus، و سيظهر ذلك جليا عندما تقوم بمواجهة العمالقة فستجد أن شخصيتك ضئيلة جدا في الحجم بالمقارنة مع الحجم الضخم للعمالقة، و أيضا عندما تتجول في اللعبة بحثا عن العمالقة ستكون وحيدا لا يصاحبك أحد سوى الحصان الذي تمتطيه، و لكن شعور الوحدة و العزلة في اللعبة سيكون أقل مما كان عليه الحال في لعبة ICO. من مميزات اللعبة أيضا أنها قدمت مجموعة جميلة جدا من الألحان التي تعلق بالأذهان لفترات طويلة و هناك بعض اللاعبين يعتبرونها أفضل ألحان تم تقديمها في عالم الألعاب، ربما يكون ذلك مبالغ فيه بعض الشئ و لكن موسيقى اللعبة كانت رائعة بالفعل.
بالنسبة للعيوب التي ظهرت في اللعبة هي أنها كانت تعاني من مشاكل تقنية عديدة على منصة PS2 و ذلك بسبب قوة اللعبة تقنيا، و لكن تلك العيوب تم تلاشيها في النسخة الخاصة بمنصة PS3 و أصبحت تعمل بسلاسة و بثبات على 30 إطار في الثانية، كما أن مستوى الرسوم تم تحسينه بطريقة واضحة و ظهر عالم اللعبة بأفضل ما يكون على دقة الوضوح العالي.
12) Dishonored
في التاسع من أكتوبر لعام 2012 قامت شركة Bethesda بنشر لعبة Dishonored التي جاءت من تطوير استديو Arkane و صدرت لمنصات Xbox 360 و PS3 و الحاسب الشخصي في نفس التوقيت لتنال اللعبة إعجاب اللاعبين و النقاد على حد سواء و تحصل على معدل تقييمات 91/100 الأمر الذي جعلها تحتل المركز الثاني عشر في قائمتنا.
تدور أحداث لعبة Dishonored في مدينة Dunwall وهي مدينة ساحلية تشتهر بصيد الأسماك و انتاج زيت الحيتان و هي تشبه المدن الانجليزية في بداية عصر الثورة الصناعية البخارية، و لكن للأسف فإن المدينة موبوءة بمرض الطاعون الذي أصاب العديد من سكانها و الذي انتقل إليهم عن طريق فئران حاملة للمرض. قصة اللعبة تحكي عن “كورفو” أحد الحراس الخاصين بالامبراطورة و من المقربين لها و الذي يقع في شرك تم نصبه له حيث يتم قتل الامبراطورة نتيجة مؤامرة بسبب الصراع على السلطة، و يتم إلصاق التهمة بكورفو و الزج به في السجن، و من هنا تبدأ أحداث اللعبة حيث يحاول “كورفو” الفرار من السجن و ينطلق في رحلة للانتقام من قتلة الامبراطورة و كشف المؤامرة التي تحدث.
“نسمات من الهواء العليل” هي أولى الكلمات التي سنبدأ بها في حديثنا عن مميزات لعبة Dishonored و هي كلمات مقتبسة من محررنا المبدع “مصطفى جاد” في وصفه للعبة عندما قام بمراجعتها سابقا، و نحن نتفق معه تماما في ذلك، فاللعبة في الحقيقة وفرت تجربة جديدة كليا لم يسبق أن قمنا بتجربها مثلها من قبل، و في السطور القليلة القادمة سنقوم بتوضيح ذلك. ما تتميز به لعبة Dishonored هي أنها توفر لك مطلق الحرية الكاملة لتفعل ما تريد، فهي تقدم وفرة و تنوع في أساليب اللعب التي تلائم كل لاعب ليقوم بتنفيذ مهماتها بالأسلوب الذي يحلو له، فرحلة الانتقام التي سيقوم بها “كورفو” يمكنها أن تتخذ أشكال متعددة تختلف ما بين اتباع أسلوب التخفي و التجسس أو الانتقام بصورة وحشية أو التنوع فيما بينهم. إذا كنت تفضل اتباع أسلوب التخفي و التجسس فيمكنك انهاء اللعبة بدون أن تقوم بإراقة الدماء على الإطلاق، و قد يستغرب بعض اللاعبين كيف يتم ذلك إذا كانت قصة اللعبة قائمة على الانتقام و هنا تظهر مدى روعة اللعبة، في كل مهمة سيتم تحديد الهدف المراد الانتقام منه و سيتوفر لك عدة طرق للقيام بذلك و إذا قمت باتباع أسلوب التخفي سيظهر لك طريقة للقضاء عليه بدون أن تقوم بقتله بنفسك، فعلى سبيل المثال ستتمكن من تخطيط مكائد و إشعال صراعات بين أطراف متنافسة على أساسها يقوم شخص أخر بقتل الهدف الذي تريد الانتقام منه، أو وضع السم في شراب هدف أخر، و غيرها من الطرق المختلفة للقضاء على أهدافك المختلفة دون أن تتسخ يداك بدمائهم. أما إذا كنت من محبي استخدام مهارات القتال و استخدام الأسلحة و إراقة الدماء فيمكنك القيام بذلك و لكن لابد من الحذر لأن ذلك قد يتسبب في نهاية مشؤومة بالنسبة لك. هذا التنوع في الخيارات في أسلوب اللعب يوفر متعة لا توصف بدلا من الألعاب التي تقوم بنقلك من نقطة لنقطة أخرى مباشرة لتنفيذ المهمة بأسلوب خطي ممل، كما أن ذلك قام بتقديم تجربة لعب عالم مفتوح و إن لم يكن هو الأسلوب الأساسي للعبة و لكنه هو الأهم بالنسبة لمقالنا. هناك قدرات خاصة ببطل اللعبة “كورفو” ستساعده على تنفيذ خطته في الانتقام، هذه القدرات تتنوع بحيث تلائم أسلوب اللعب الذي سيتبعه كل لاعب، فمثلا إذا كنت سستبع أسلوب التخفي و هو الأسلوب الذي اتبعته شخصيا في اللعبة سيكون هناك ثلاثة قدرات هامة ينبغي عليك تطويرها أولا و هي Blink التي ستمكنك من الانتقال من مكان لأخر سريعا بدون أن يتم اكتشافك، و Dark Vision التي ستمكنك من رؤية الأعداء و العناصر المفيدة من خلال الجدران، و Agility التي ستمكنك من القفز لمسافات أعلى و التحرك بشكل أسرع، هناك أيضا قدرات أخرى ستساعدك في تنفيذ مهامك المختلفة فعدد القدرات جميعها هو 10 قدرات ستتمكن من الاستفادة منها مباشرة منذ الوهلة الأولى كما أنه يمكنك تطويرهم في نفس الوقت و كل ذلك حسب أسلوبك في اللعبة. هناك أيضا أدوات أخرى ستساعدك في تنفيذ مهمات اللعبة المختلفة غير القدرات و هي الأسلحة التي جاءت متنوعة و تلائم طريقة اللعب الخاصة بكل لاعب، فعلى سبيل المثال هناك القوس الذي يمتلك أنواع مختلفة من الأسهم منها أسهم قاتلة و أخرى بها مهدئ يصيب الأعداء بالاغماء و تعتبر هي الحل الأمثل لمن يريد أن ينهي اللعبة دون أن يرتكب جريمة قتل واحدة، هناك أيضا السيف و المسدس لمحبي القتال و الاشتباكات المباشرة مع الأعداء الذين حصلوا على تنوع كبير في اللعبة و تزداد صعوبتهم بالتديرج في المهمات، و غيرها من الأسلحة المختلفة. الرسوم في اللعبة جاءت أشبه بلوحات فنية جميلة و تصميم البيئات الافتراضية جاء ممتازا و خادما لمهمات اللعبة المختلفة و لطريقة تنفيذها بالطريقة التي تحبها لتوفير تجربة لعب لم يسبق لها مثيل.
على الرغم من أن لعبة Dishonored يمكن وصفها بأنها كانت تحفة فنية إلا أنها للأسف لم تخلو من العيوب و التي ان كان تم تفاديها لأصبحت واحدة من أفضل الألعاب على الإطلاق، فالعيب الأول جاء في مستوى الرسوم من حيث تصميم الشخصيات الافتراضية و الذي جاء غريبا أو مضحكا، حيث أن تصميم الوجوه كان عجيبا، بالإضافة أن تصميم كف اليد للشخصيات الافتراضية كان سيئا، و لا أعلم لماذا قاموا بجعلها كبيرة الحجم بصورة تثير السخرية و ليس لها علاقة بالواقع على الاطلاق. من العيوب أيضا هو أن اللعبة جاءت من منظور الشخص الأول و الذي لم يكن له أي داع، فاللعبة كانت ستكون أفضل بكثير ان كانت من منظور الشخص الثالث، أيضا من عيوب منظور الشخص الأول في اللعبة أن طريقة حمل الأسلحة جاء تصميمها بطريقة غير جيدة بالمرة. هناك بعض العيوب في ديناميكية اللعبة فعلى سبيل المثال إذا أردت ان تقوم بإغماء عدو من الخلف فستجد في بعض الأحيان أن “كورفو” سيقوم بحركة صد الضربات الموجهة إليه بالخطأ، و أيضا قد تواجه بعض المشاكل أثناء القفز. الذكاء الاصطناعي للأعداء لم يكن جيدا أيضا، حيث أنه يمكنك المرور من خلف الأعداء على مسافة قريبة جدا دون أن يشعروا بك و لكن يبدو أن فريق التطوير تعمد ذلك حتى لا تصبح اللعبة صعبة خاصة أن هناك أعداء لهم درجة صعوبة عالية.
11) Far Cry 3
في الرابع من ديسمبر لعام 2012 قامت شركة UbiSoft بإطلاق واحدة من أفضل الألعاب التي قمنا بتجربتها في الأونة الأخيرة و هي لعبة Far Cry 3 و التي صدرت في نفس التوقيت لكل من Xbox360 و PS3 و الحاسب الشخصي. اللعبة التي جاءت من تطوير استديو UbiSoft Montreal استطاعت بكل سهولة أن تحتل المركز الحادي عشر في قائمتنا بمعدل تقييمات بلغ 91/100.
تدور قصة اللعبة حول “جيسون برودي” شاب أمريكي مدلل يذهب في رحلة سياحية مع أشقائه و أصدقائه إلى إحدى الجزر الأسيوية الاستوائية و تدعى جزر “رووك”، و لكن الرحلة تنتهي بمأساة، حيث يتم اختطاف المجموعة بأكملها من قبل قراصنة يعيشون على الجزيرة يعملون في الإتجار بالبشر تحت إمرة شخص مجنون يدعى “فاس” و الذي بدوره يعتبر الذراع اليمنى للمسؤول عن تلك التجارة البشعة و الذي يمول القراصنة و يدعى “هويت فولكر”. في بداية اللعبة سيجد “جيسون” نفسه محبوسا في قفص مع شقيقه الأكبر “جرانت”، و سيقوم “فاس” بتقديم نفسه إليهم بأنه المسؤول عن اختطافهم و السخرية منهم و سيطلب من والديهم فدية كبيرة للإفراج عنهم. سيقوم “جرانت” الذي قام بأداء الخدمة العسكرية مع الجيش الأمريكي بمحاولة الهرب للنجاة بنفسه و شقيقه “جيسون” و انقاذ أصدقاؤهم، و لكن ستبوء محاولتهم بالفشل و يمسك بهم “فاس” و يقوم بقتل “جرانت” أمام “جيسون” و يتركه يهرب في محاولة من “فاس” للسخرية من “جيسون” ليقوم باصطياده، و لكن ينجح “جيسون” في الهرب فعلا و يغمى عليه و يستيقظ في اليوم التالي ليجد نفسه في منزل شخص يدعى “دينيس” أحد مواطني قبيلة تدعى “راكيات” و هم السكان الأصليين للجزيرة و اللذين يريدون إعادة السيطرة على الجزيرة من أيدي القراصنة، لذلك سيقوم “دينيس” بمساعدة “جيسون” من أجل أن يتمكن من إنقاذ أصدقاؤه و شقيقه الأصغر و يدعى “رايلي” و الانتقام من “فاس” لما فعله بهم و للثأر لأخيه الأكبر “جرانت”.
عندما بدأنا الحديث عن لعبة Far Cry 3 و قلنها أنها واحدة من أفضل الألعاب التي قمنا بتجربتها مؤخرا لم يكن ذلك من فراغ، فاللعبة التي صدرت بعد وقت قصير من الإعلان على لعبة العام لسنة 2012 كانت من الممكن أن تكون هي الرابحة لو أنها صدرت في وقت يسبق مؤتمر VGA و ذلك لما تمتعت به اللعبة من مميزات متعددة. أول و أهم ميزة هي العالم المفتوح الضخم حيث أن العالم الافتراضي للعبة تمثل في “جزر رووك” و هي عبارة عن جزيرتين كبيرتا المساحة و ثلاثة أخر جزر أخرى صغيرة يفصل بينهم مساحة كبيرة من المياه، تلك المساحة الكبيرة للعالم الافتراضي تم استغلالها الاستغلال الأمثل لخدمة كل ما جاء في اللعبة من مهمات رئيسية و جانبية. بالنسبة للمهمات الرئيسية فسيتم تكليفك بها من أشخاص معينين و جاءت إلى حد ما متشابهة مع الاختلاف و التنوع في بعض الأحيان، و يمكنك تنفيذها بالطريقة التي تفضلها، إما أن تتبع أسلوب التخفي و التسلل أو أن تتبع أسلوب الاقتحام و الاشتباك المباشر مع الأعداء أو يمكنك التنويع فيما بينهم، و كل ما تقوم بتنفيذه في المهمات ستحصل منه على نقاط خبرة، فعلى سبيل المثال إذا اتبعت أسلوب التخفي في قتل الأعداء بهدوء من خلفهم دون أن يراك أحد ستحصل على 30 نقطة لكل عدو تقتله بهذا الأسلوب أما في حالة الاشتباك المباشر بالأسلحة النارية فستحصل على 10 نقاط لكل عدو تقتله و 25 نقطة إذا أصبته في رأسه، و لذلك فإنه يفضل إتباع أسلوب التخفي لتحصل على نقاط خبرة أكثر و التي ستساعدك على زيادة مهاراتك المختلفة بالإضافة أن اللعبة ستفرض عليك هذا الأسلوب في تنفيذ العديد من المهمات و في بعض المهمات سيتحتم عليك ألا تقوم بقتل أي عدو حتى لا تثير الشكوك حول تواجدك في المكان. أما بالنسبة للمهمات الجانبية فجاءت متعددة و متنوعة و كثيرة جدا، فشركة UbiSoft أصبحت لديها تلك العادة بأن تملأ خريطة اللعبة بأكملها بالمهمات الثانوية، و تختلف تلك المهمات من مهمات السيطرة على معسكرات للأعداء، و هناك مهمات تسلق أبراج كهرباء عالية للتحكم فيها و ستمكنك من كشف الخريطة في المنطقة حول ذلك البرج، و هناك مهمات اصطياد حيوانات نادرة للاستفادة من جلودها كما سنرى لاحقا، و هناك مهمات أخرى لاغتيال قرصان خطير تسبب في جرائم في منطقة معينة، و العديد و العديد من المهمات الجانبية المختلفة التي ستجدها في اللعبة. مما سبق يتضح أن عمر اللعبة طويل فالمهمات الرئيسية كثيرة و مما جعل طور القصة طويل، بالإضافة إلى أن التنوع الكبير في المهمات الجانبية جعل عمر اللعبة طويل جدا. من مميزات اللعبة أيضا هي شبكة القدرات و المهارات المختلفة التي يمكنك تطويرها باستمرار مع تقدمك في اللعبة، و تم تدريج ذلك بصورة ممتازة، فبطل اللعبة “جيسون” كما قلنا عنه شاب مدلل تم وضعه في ظروف سيئة جدا و هو لا يعلم أي شئ عن القتال بالأيدي أو استخدام الأسلحة أو صيد الحيوانات، و لكن مع المساعدة التي سيجدها من “دينيس” و سكان قبيلة “راكيات” بالإضافة للخبرة التي سيكتسبها طوال أحداث اللعبة سيمتلك “جيسون” مجموعة كبيرة من المهارات ستجعله لا يقهر، هذه المهارات يمكن اكتسابها فقط من نقاط الخبرة و ستكون تلك المهارات على شكل وشوم على ذراع “جيسون” حيث أن كل مهارة ستقوم بتفعيلها ستظهر على ذراع “جيسون” بصورة وشم معين. هناك مميزات أخرى في اللعبة من أهمها صيد الحيوانات، حيث أن الأدوات التي يستخدمها “جيسون” لحمل أسلحته المختلفة و زيادة عددها أو لزيادة ذخيرتها يجب أن يتم صناعتها عن طريق جلود الحيوانات المختلفة المتواجدة في الغابات المنتشرة في اللعبة و منها حيوانات أليفة و أخرى شرسة، فهناك خنازير و غزلان و جاموس بالإضافة للنمور و الفهود و أسماك القرش المتواجدة في البحر، و تلك الميزة أضافت متعة خاصة للعبة لتطوير العدد و الأدوات التي ستحتاجها في اللعبة. الأسلحة في اللعبة جاءت كثيرة جدا و اختلفت ما بين أسلحة قصيرة المدى مثل المسدسات و الرشاشات الخفيفة و البنادق القصيرة و ما بين أسلحة طويلة المدى مثل الرشاشات الثقيلة و بنادق القنص، بالإضافة للقوس و السهم الذي تواجد في عدة ألعاب من التي صدرت في نفس التوقيت، تلك الأسلحة يمكن أن تقوم بشرائها بأموالك التي ستجمعها في اللعبة من المتاجر المختلفة أو من البيوت الأمنة، و هناك حل أخر أو الحل الذكي و هو أن تقوم بفتح أكبر عدد من الأبراج و التي ستعطيك أسلحة مجانية يمكن إضافته لترسانتك و تعديلها دون أن تنفق أموال عديدة عليها. بالنسبة للرسوم جاءت جميلة جدا و مميزة و هذا ليس بالغريب على ألعاب شركة UbiSoft، فتصميم البيئات الافتراضية جاء واقعيا جدا و تنوعت البيئات ما بين الغابات و الجبال و السهول و الأنهار و البحيرات و كل ذلك وفر مناظر طبيعية خلابة تجعل اللاعبين يستمتعوا بمشاهدتها، كما أن تصميم الشخصيات الافتراضية أيضا جاء جميلا و تشعر فيها بواقعية الأشخاص و واقعية تحركاتهم و هذا بالطبع منح اللعبة تجربة مذهلة و ممتعة جدا. هناك أيضا ميزة قوية جدا و هي أن اللعبة وفرت واحدا من أخطر الأعداء اللذين ستواجههم في اللعبة، فشخصية “فاس” تتسم بالجنون و الذكاء و سيمثل للاعبين تحديا قويا جدا في سبيلهم لمحاولة القضاء عليه، و الغريب في الأمر أن جميع من قاموا بتجربة اللعبة اتفقوا على أمر واحد و هو أنهم أحبوا تلك الشخصية المجنونة و خاصة جملته الشهيرة “Did I ever tell you the definition of insanity”، في الحقيقة أن مصممي اللعبة بذلوا جهدا عاليا ليقدموا لنا هذا العدو الذي أضاف متعة لا توصف للعبة.
للأسف الشديد و رغم أن لعبة Far Cry 3 كانت لعبة رائعة إلا أنها أيضا لم تخلو من بعض العيوب التي تصيب بالإزعاج في أوقات عديدة. العيب الأول هو بعض المشاكل التقنية في رسوم اللعبة مثل فقد في عدد الإطارات في الصورة و بعض الأخطاء التي تسبب تداخل في الأشياء و لكن لم تكن كثيرة. العيب الثاني هو مشاكل في ديناميكا اللعبة خاصة أثناء تسلق الأبراج و صعود السلالم و الدخول من الأبواب تجد “جيسون” إما ثابتا في مكانه أحيانا أو يقوم بعمل حركات تتسبب في فشل الأمر الذي تقوم به. هناك أيضا عيب خطير في اللعبة و هو إذا قمت بقتل عدو بإصابة مباشرة في الرأس و بسلاح صامت و في منطقة لا يراها الأعداء ستجد أن باقي الأعداء المتواجدين في المكان تنبهوا لوجودك و عرفوا أن هناك واحد منهم تم قتله في نفس اللحظة و هو أمر غريب جدا و غير منطقي على الإطلاق و كان هناك عيب مشابه لذلك في الجزء الأول من السلسلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق